كتب حروف القصيدة ، وغزل بوح الخواطر ، وحاول رسم ترنيمات الإنسان في دهاليز العمر القصير ، فوجد نفسه بين أمواج ترفعه نحو غايات بعيدة المدى ـ وأخرى تهوي به نحو قاع الصمت الرهيب ، نحو أعماق اللحظة التي يرسم فيها بوح الروح في دنيا الناس ، هكذا حدثته نفسه قبل منتصف الليل في هذا الشتاء البارد ، حلق وجهه ، وعطره بعطره الباريسي وأخذ من شاربه قليل فحدد معالم الفاه ، ونظر مليا في المرآة ، وغاص في بحر العين العسيلة الغائرة في اللون الأخضر ، حدق بعمق فغاب لحظة ، كأني بموج البحر أخذه بعيدا عن شاطئ المكان الذي ترسو فيه أقدامه ... وسأل تلك الروح التي وقفت في منتصف البحر كأنها حوريته التي تلمحه بعين الأمان والأمن وقال في حيرة الموقف ..وماذا بعد ..؟؟
... إنه سؤال الصمت الذي أعياه ردحا من هذا الزمن الغابر ، يتلمس فيه وجعه الضارب في عمق اللحظة التي وعي فيها ، جاء من هناك يشق تلابيب الزمن ( من طفولته التي أحس فيها بوحدة غريبة ، إلى شبابه الذي رسمته سنوات الجمر والعشرية السوداء ، إلى أواخر الثلاثينيات التي ما زال يبحث فيها عن قارب نجاة ينتشله من وسط هذه الأمواج المتلاطمة ، في دنيا أرهقت النائم قبل الصاحي ..وكرر السؤال بصيغة أخري ...و ماذا أريد ؟؟
صور كثيرة تتكرر أمامي في فضاء ترسمه أرواح إلتقيت بها في هذا العالم الإفتراضي ، بين جاد مجد ، وحامل هم وطن و عشق ، وأخر متعب من حروف قصيدة ووجع ، وذاك تشغله روحه المعلقة بتلابيب أمل ، ... صور ومعاني ، كلها ترسم لوحات زيتية متعددة البوح والوجع ، و توالت الصور من ذاك الألمبوم الذي ازداد حجمه بالقادمون ،وقلة منه راحلون في دنيا مكلومة بآهات لم تأخذ أنفاسها منذ زمن .... وأعاد السؤال للمرة الثالثة ... لماذا أنا هنا ..؟؟
سبح وهو يتصفح كل الصفحات التي أعتاد عليها ، وزار أخرى لم يعرفها بعد ، وقد زينها أصحابها بتسابيح اللحظة التي عانقت فيها أرواحهم تباشير الفجر ، فهذه قصة معاناة الإنسان في إقليم الأرض البعيدة ، وتلك نشوة أنجاز ، وأخرى وجع وطن ، و هذه قضية شرف ، هي صور محفورة في ذاكرة الإنسان والنسيان ، وتراكمت الصور، فمنهم من يرسم للطفولة عنوان ، وأخر لقصص اليمامة الزرقاء بيان ، وأصدقهم كتب حروف تبكي مدينة الشطآن ، وأدمعهم من حاكى فيروز البحر وأهداها تاج السلطان .
جلس مع نفسه حمل القلم ، وتمدد على سريره ، فتذكر الكاتب الكبير والدكتور ( مصطفي محمود ) رحمه الله الذي دون ما يقارب 100 كتاب على سريره الذي ظل شاهد إثبات على عظمة الرجل ، فمدد قدميه من تحت غطاء زينته الزهور وغسل تلك الجدران الملونة باللون الوردي الذي يميل للأبيض ، وننظر إلى السقف وقد زينته ثرية مصابيح بضوء خافت ،ولاح بصره من نافذة تطل على شجرة الليمون في فناء البيت ، وأمتد صمته مع صمت الليل ، وسأل نفسه .. ألا تنامين وتريحين هذا الجسد والروح من أسئلة الوجع .؟؟
سقط القلم ، وأخذ المصحف وقرأ سورة الكهف والملك ، وتناول ملعقة عسل طبيعي و تقلب على الجهة اليمني ونام مع منتصف الليل بالضبط آملا أن يرى حلما جديدا ( قهوة بدون ملح ) ....
... إنه سؤال الصمت الذي أعياه ردحا من هذا الزمن الغابر ، يتلمس فيه وجعه الضارب في عمق اللحظة التي وعي فيها ، جاء من هناك يشق تلابيب الزمن ( من طفولته التي أحس فيها بوحدة غريبة ، إلى شبابه الذي رسمته سنوات الجمر والعشرية السوداء ، إلى أواخر الثلاثينيات التي ما زال يبحث فيها عن قارب نجاة ينتشله من وسط هذه الأمواج المتلاطمة ، في دنيا أرهقت النائم قبل الصاحي ..وكرر السؤال بصيغة أخري ...و ماذا أريد ؟؟
صور كثيرة تتكرر أمامي في فضاء ترسمه أرواح إلتقيت بها في هذا العالم الإفتراضي ، بين جاد مجد ، وحامل هم وطن و عشق ، وأخر متعب من حروف قصيدة ووجع ، وذاك تشغله روحه المعلقة بتلابيب أمل ، ... صور ومعاني ، كلها ترسم لوحات زيتية متعددة البوح والوجع ، و توالت الصور من ذاك الألمبوم الذي ازداد حجمه بالقادمون ،وقلة منه راحلون في دنيا مكلومة بآهات لم تأخذ أنفاسها منذ زمن .... وأعاد السؤال للمرة الثالثة ... لماذا أنا هنا ..؟؟
سبح وهو يتصفح كل الصفحات التي أعتاد عليها ، وزار أخرى لم يعرفها بعد ، وقد زينها أصحابها بتسابيح اللحظة التي عانقت فيها أرواحهم تباشير الفجر ، فهذه قصة معاناة الإنسان في إقليم الأرض البعيدة ، وتلك نشوة أنجاز ، وأخرى وجع وطن ، و هذه قضية شرف ، هي صور محفورة في ذاكرة الإنسان والنسيان ، وتراكمت الصور، فمنهم من يرسم للطفولة عنوان ، وأخر لقصص اليمامة الزرقاء بيان ، وأصدقهم كتب حروف تبكي مدينة الشطآن ، وأدمعهم من حاكى فيروز البحر وأهداها تاج السلطان .
جلس مع نفسه حمل القلم ، وتمدد على سريره ، فتذكر الكاتب الكبير والدكتور ( مصطفي محمود ) رحمه الله الذي دون ما يقارب 100 كتاب على سريره الذي ظل شاهد إثبات على عظمة الرجل ، فمدد قدميه من تحت غطاء زينته الزهور وغسل تلك الجدران الملونة باللون الوردي الذي يميل للأبيض ، وننظر إلى السقف وقد زينته ثرية مصابيح بضوء خافت ،ولاح بصره من نافذة تطل على شجرة الليمون في فناء البيت ، وأمتد صمته مع صمت الليل ، وسأل نفسه .. ألا تنامين وتريحين هذا الجسد والروح من أسئلة الوجع .؟؟
سقط القلم ، وأخذ المصحف وقرأ سورة الكهف والملك ، وتناول ملعقة عسل طبيعي و تقلب على الجهة اليمني ونام مع منتصف الليل بالضبط آملا أن يرى حلما جديدا ( قهوة بدون ملح ) ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق