----**** سـؤال الــدمعــــــة...؟؟؟ ****----
وقــف مـع نــفسه وقــفة مــسافر ..، سألـته نفســه ســؤال الـدهشة و الحيـرة ..بعد أن قامت من بين يديه ( قبل أن يعلن الديك عن ميلاد اليوم الجديد .)
قالت له: ما الذي أســقط مـن مقلتيك دمعة أيها الرجل الذي عز بالصمت في زمن التردي .؟
نظــر إليــها مــليا.. ، حــدق فـي جــدران غــرفـته من زاوية أخرى ..، تســلل خــوفا مـنها .. و مــن أن يفضحــه بــوحه ..، حــاول الإفـلات من خــرم البــاب.. ، ســرق مــن خلف زجــاج النافــذة نظـــرات نحــو السمــاء لعــله يطفئ هــذه النــار المشتعلة بداخله..، هذه النجوم زينت السماء.. ، وألبست القمر قلائد التبختر ..، تــملمـل فـي فـراشه من شدة القيـد .. ، تـقلب عـلى الجهات الأربــع ..، حـاول أن يلهو بمديح الكعب العالي ...، كرر المحاولات مرات عدة ... ؟ لم يفلح ؟؟؟
ظلـت صـامــتة ..كـأني بــها تتلمـس روحـه و تـمسح بيـديها الصغيرتيـن على رأسـه و وجـهه... ، تستوجع الوجع الكامن في تلك الملامح البريئة ...
وقفـت فــارهة القــوام ..، أول مــرة يراها في صورتها الحقيقة .. ، فالقــد بيــن رقــيق و نحيف ..، و الشعـر الأســود لا بالطويل ولا القصير..، لا بالكــثيف و لا الخفيف ..، والوجه كالــبدر بعــينان سوداوان كبيران زادهـما الإرهـاق مــلامح الطــرف الناعــس..، و الأنف مسلوب محدد ..، والشفتان رقيقتان كــورق الزيتــون ..، والعنق كالغصن الممتــد ..، وجههـا شاحــب في اعــتدال لا بالممــتلئ ولا بالهــزيل ..، لا بالحمــيراء شديدة البيــاض ..، ولا بالسوداء الزرقاء ..، .. هي خميرة الملامح .
حركت الشفاه ..، وما أعادت السؤال ..؟ فأسرع باللهفة وقال : ماذا قلت .. ؟
زادها الصمت مــهابة ..، وزاده هو وحشة ..، سقطت دمعة من مقلتيها ..، كتبت بالمـداد الأســود على الخــد ترنيمة العشـق والحب .
سقــط مـن طــوله ممــتد ..كالمـوج الذي تسلبه الرياح نعومته ودلاله ..، غــاب فـي دهـــاليز الخلــود الأبـدي..، رحلت سفينته معلنة عن ميلاد جديد ..، كأني بتباشير الثورة وإرهاصات الوجع.. تدفقت مع مطلع العام الجديد ..، خارت قــواه .....وســأل نفسـه : كيف للغصن أن يزهر مرتين ..؟
سكــت طــويلا وصـمت فــي بوحه كالقائــم فــي الصــلاة ..، و اقشعرت خــلاياه التـــرابية ..، واغمــض عيناه بعدما وضع يده الباردة عـلى جــبينـه ..، و أطلـق العنان لفرس الخيال ..، يلهوا في الرمضاء..، والبيداء ..، ومساحات الأفنان .. و ينثر حبات الثلج التي تعلقت بتلابيب الشجــر ، ... سافـر بعيدا ....، و في لحظة الوحشة والخواء ... ، إنسحبت دمعة عنـيدة من بين الجفون و الرموش معلنة العصيان عليه ..، و تدحرجت على الخد هاربة من قيد السنين .
أنبلــج فجــره بعـد ليله الحالك .. وصدحت آهاتــه بعد وجعه.. ، ولانت أحباله الصوتية وعــزفت لحنـا أداه فــي صلاة الاعتراف قائلا :
( ما عــدت قــادرا على أن أحبــك كما عهدتني في السنوات الماضية )
أنا أحبك حبــين .
بلا تعريف الكلمات ، لأنك أنت ( الــ ) لحياتي المجهولة (( بـــدونك )).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق