الجمعة، 28 أكتوبر 2011

ســـــــــلوى ( قصــة قصيـرة )

الإهـــــــــداء : لسيـــــدة الحـــــور .
إمتــد على سريـره بعد منتصــف الليـل ...، ووضع يداه تحت رأسه وطلب النوم أن يأتيه ...، وقال لتلك الستائر المكتحلة بصــورتها إرخــي ....، فقد تعبت من يومي الذي أضناه السفر... ، و حاول أن يغط في نوم تمناه منــذ زمــن بعيــد ...، صور كثيرة تموج كأفلاك هائمة في سمائه ...، لا يحدد لها وجها ولا بداية ...، كان يتململ من لفحة التعب ...، وإستباق النوم إليه ...، إحتضن وسادته الصغيرة وضمها لصدره و نام .، ... نام في عمق الهدوء... وفي نومه من هنــاك رأهــا في ساحــة البيت العتيــق ...، حيث النافـورة ...، و شجرة الياسمين ...، وأغاني الإذاعة التي تنتشر في فضـــاء المنــزل ..، كانت تلهــو بلعبها الكثيرة التي إشتراها لها والدها يوم تحصلت على المرتبة الأولي في الصف ..، وأخذها في نزهة ليوم كامل تطارد الفراشات و تجري بين المساحات الخضراء..، فقــد تعرفت لأنواع الحيوانات التي كانت تزين حديقة المدينة.. ، في ذاك اليوم أحبت سلــوى العصافير ..، و الغزال .، وأنبهرت بالزرافة لطولها.. ، ورمت قطعة من الموز للقرد ..،وخافت من الأسد ..،و غنت ورقـصت و لعبت على المــراجيح حتي أضنـــاها اللعب ..، هـــاهي تغطي عروســها بأجمل القطــع الزائــدة من قماش الأم التــي كانت تخيطــها بماكنــــة الخياطة ثوبا صيفيا لها..،أ ومن بعض الزوائــد لأثواب الجيــران ، كانت الأم خياطة ماهرة يشهد لها القريب والبعيد ، يزينها كرم الخلق وحسن العشــرة ، بل كانت فــي كثير من الأحيان لا تقبض ثمن الخياطة ، وتهبه هدية لوجـه الله تكــرما و فــضلا ...، كانت سلوى حبيبة قلب أمها و أبيها ..، كانت دائما تشــدوا بأغاني الأطفـــال و تحفــظ الأناشيد على ظهر القلب ، بل في كثير من الأحيان تسمــع همس أمــها و هي ترضــع أخــوها الصغير و تغني له أغنية لينام ..، فتفعل سلوى مثلما فعلت أمها وتغني لعروستها نامي نامي يا قمرية راحين نطبخ العشاء ..، هكذا كانت تسرد لها من الحكايا و القصص في غنـوة الملائكية ..، كانت سلوى بملامح الروح نقية صفية ..، بهية الطلة قوية ..، كانت حنونـة في كرم الجمال ...، كانت مرحة بين صديقاتها.. ، كم مــرة زارها الأصـــدقاء و الصـديقـات ليشكلوا عمرا جميلا من براعم الزهور ..، بل كانت في كثير من الأحيـان تســاعد أمهـــا في تنظيف البيت وسقي الأزهار وترتيب الأشياء ..، كانت حبيبتي سلوى مــلاكا طاهرا في عينيها سحــر عميــق كأني بها تمســك بالبعــد نحو محطـة الإقـتراب لتسـأله عن حديث الغد والحلم .

.../...
30/04/2011 الساعة 6.40 دقيقة مساءا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق