الجمعة، 28 أكتوبر 2011

ر يشــــة القـــــــدر .

فَــرَح ..
 
ملاك يرسمني بين مساحات اللحظة المتجددة..، يحاكي وجدان الطفولة المتجذر في نقطة البدايات فتحملني الصور على ريش الإنعتاق..،من هناك على تلة الحرف..، تجلس ببهاء الصورة..، تشد من ضفائرها بخيط يعقد في أخر الخصلات وعلى أطرافه ماسك بوردة بنفسجية..،وأخريات يمسكن الجهة اليمني من الأعلى، فراشات ملونة بيضاء وزرقاء وحمراء..، من هناك على التلة أمام بيتنا العتيق نلتقي لنلعب ونلهو ونمرح ونغني..،نصنع من عرائس الطفولة أملا للغد الذي رسمته أمهاتنا وآبائنا بحاضرهم المتعب..، ونبني من الحجارة غرفا نسكنها ..، ونغرس الشجيرات أمام ساحة البيت الكبير..، نسكب الماء بين الفنية والأخرى من حافة الساقية لنسقي زهور غرستها أناملنا فهذه شجرة ليمون..,وتلك ياسمين.. وأخرى دالية العنب..، هنا من الأواني ما تحمله فرح لتصنع لنا غذاء اليوم..، ومن أفرشة البيت غطاء لعروستها البيضاء..،تسرح لها شعرها و تغني لها أغنية سمعتها من أمها وهي ترعي أخوها الصغير..، فتدثره و تحرك حجرها ليغط في نوم عميق كالملاك..، تتسارع اللحظات من بين أعيننا ونحن براعم ترحل بينا اليوميات على كنف التدافع..،نلهو بين المسافات لنلعب الغميضة والمراجيح ..،و نهرب من أمنا الغولة.؟،ومرات نمسك بالأيدي ونعدو مع الإنحدار ونتسابق..، وأخري نتسلق الدروب لنقطف أزهار الربيع ..، بكل ألون الاخضرار لنهديه بعد مساءات الحرية لأمهاتنا وهن يخبزن لنا من سنابل القمح والشعر طعاما صحيا معجون بماء الحب ..
تمر الشهور والأيام..، ويمر الزمن سريعا لنتوقف أمام باب المدرسة بمآزر جديدة ومحافظ إشتراها الغالي لهذا اليوم الذي ننشده على تعاقب العمر كلحظة ميلاد نحضنها بقوة..، نتزين مستعدين بأيام قبل إعلان يوم الدخول المدرسي ..،ها نحن نقف في الصف بإنتظام ، نتبادل النظرات..، الكل ينظر لجماله معانقا الفرحة.. ، والكل يحكي من سفريات العطلة الصيفية أشواطا وقصصا.. ، من يومياته التي رسمها مع عائلته..،من هناك فرح قائمة في ثوبها الأحمر ..،و بالضفائر التي رطبها زيت الزيتون ..، تسكن البراءة ملامحها، فالخدود تعلوها حمرة لم تلفحها شمس البحر..، والضفائر تزينها فراشات الألوان، هاهي واقفة منتشية تراقب بعينيها عالما جديدا لم تألفه من قبل..،إنها في الصف الأول إبتدائي كم وددت أن أحضرها أنا لأني أكبرها بأربع سنوات ..، لكن أبوها من حبه لها أصر أن يترك العمل ليشهد مع حبيبته فرح ميلاد اللحظة التي انتظرتها صيفا كاملا ونحن من هناك نلهو ونلعب في فضاء الطفولة وما بين الفينة والأخرى تسألني كيف تكون المدرسة والدراسة والمعلمات والمعلمين...، فأتكئ على شجرة الزيتون وأمسك بقفاي وأحكي لها يومياتي مع القلم والممحاة وكراسة النصوص .. فتنصت، وتضع لعبتها في حجرها وتراقبني وأنا أرسم ملامح مغامرات العالم الجديد الذي ترقبه بشغف...

الثلاثاء /29/03/2011 الساعة التاسعة ليلا ..

.../.. ( يتبع )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق