الجمعة، 28 أكتوبر 2011

ميــلاد الكلمــات ( الحلقة 2)

قالت له : أريد أن تشتري لي قليلا من الملح حتي أخبز لك الكسرة ..، فأنا أعلم كم تحب كسرة القمح ..، وهذا زمن لم أستطع أن أخبز لك لأني لم أكن قادرة ..، وأحسست اليوم أن العافية زارت جسدي فأحببت أن أطبخ لك .. و لا أدري غدا كيف يكون الحال .؟
قال لها : طيب يا أمي في الحال ..
وخرج مسرعا نحو الحانوت .. وهو يتمتم ..أين وضعتها ...؟؟ أين ..؟ وعندما وصل إلى الدكان قال للبائع : أعطيني 200 غرام من الملح ،
وأدخل يده في جيبه ليخرج النقود أخرج المحفظة الصغيرة ، وما إن فتحها طلت من وراء الغلاف البلاستيكي الشفاف كالشمس...آه آه ..آآهههه
هههه هكذا تنهد .. تنهد .. تنهد .. وأخرج زفيرا متواصلا مما ترك الدهشة على محياي البائع .
شكره وأسرع للمنزل حيث الأم المريضة التي أنهكها المرض وزاد عليها أن بلغت من العمر عتيا .
دخل مسرعا وجلس أمام شاشة الكومبيتر وشغل النت ، هاهو يبحث ويرد على تعليقات أحبابه المدونين( يناقش مواضيع الساعة ) ..طال مكوثه قارب ثلاث ساعات .. جاءته همسه من أصدقاء ، محملة بعطر التقرب والمصاحبة
قالت : رأيت إسمك ..، تمعنت صورتك ..، إطلعت على إهتماماتك .. دفعني الفضول لأرسل لك همسة من بلدي الغالي.
سألت ممكن نتعرف ..؟؟ .
توقف لحظة في صمت .. نظرا مليا في تلك الحروف ، غاص في متاهة متذبذبة .. لحظة .. برهة .. من الزمن ..
سأل نفسه هل أجيب من سألت و طلبت : .؟
حدثته نفسه ممكن ولما ..؟
التعارف ممكن و الصداقة ممكنة ..، ولما كل هذا التردد . ؟،
أجب فإن راق لك الحال داوم ..، وإن لم يكن كذلك .. إقطع الإتصال .؟
هكذا أمرته نفسه ..
و ما إن فتح مربع الهمسة والدردشة و كتب : السلام عليكم : .. خاطبه قلبه وأرتجف : أيها الخائن.. كيف تسمح لنفسك أن تحدث غير الحبيب.؟ كيف تجرؤ أن تخط بيمناك لغير القريب .؟ كيف تتطاول أن تكتب لغير الحميم .؟
وأنشد القلب المتيم معزوفته :
رويدك
ياقلب لا تسل أين الهوى
ولا تبكي لفقد أحباب .؟
وبكي قلبه ..وأ
بكاه.؟
دار إلى قلبه وسأله : هون عليك : ما أردت خيانتك .. وكيف لي أن أخون .. مش ممكن .. لكن هي فقط لقاءات عادية نروح بها على أنفسنا ونتعارف و نتعلم ممن هم أفضل منا ، ونستفيد من تجارب الآخرين .. ولو أعلم أن هذا الفعل يؤلمك بمنطق العقل ما فعلت ..
أرجوك هي همسة فقط أرد بها على السائل وفقط ..
( قال له قلبه : طيب كن عند وعدك ..)
أرسل الهمسة وردت بأخرى .. وجاءت الهمسات .. وراحت الهمسات .. وتطورت إلى الخصوصيات..بعدما كانت عموميات
وجاءت الإهتمامات..وتطورت
من الهمسات إلى الأسرع ( بالسكايب ) والياهو والهاتف النقال ..
وتطورت ..بمرور الزمن ..إلى ( أشكيلي.. وأشتكيك لمين ..)
والقلب يعتصر من وجع الألم .
عرف عنها كل ما تعرف..، وعرفت عنه قليل ما يعرف .. ( وقالت له زرني فأنا بإنتظارك ..( عطلة الصيف قريبة .)
قفز قلبه من صدره بطعنة مفاجئة من خلف الأسوار العالية.. ،و أنتفض معلنا عصيانه وتمرده..، وأشعل لهيب الرفض في جوارحه..، وأسكب زيت اللهب في كل الأمكنة ورفع رآية الإنتقام من الخائن الذي أراد أن يبدل من سقته بيديها اللبن والحليب..، و خبرت له كسرة القمح وأطعمته بيديها الرقيقتين البيضاويين .
طلب وقفة .. وطالبه قلبه بالتوضيح .؟


.../.. يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق