الأحد، 23 أكتوبر 2011

زينب ....... رسالتي للغاليــــــــــة ...

الليل يدثرني من هذا الصَقيع النازل على جمرة القلب ..، و السـكون المُخيف يلَف روحي في صمت القبور المتناثرة على بعد المسافات و قربها.. ، و الأرق يُبعثرني لحد الغرق في متاهة البوح ..، أشـرب قهوتي الباردة عشاءا بعد الثانية ليلا ..، لا أبرح مكاني كأني صُلـبت على مَقعد الدهشة..، يتوقف الموت فـي صورة الرهبة و الخشوع ..، ألملم ما بقي مني من عظام رحاها الزمن ..، أمُسك بتجاعيد البدر الذي غابت ملامحه من خلف المرايا ..، أحاول في يأس المكابر أن أشق رداء الزمن لأرى النور المتخفي من بين غيمات الدمع ..، أحمل فنجاني لأحتسي رشفات منه لعله يسند ذاكرتي المنهارة في سجون البعد ..، تتكسر عظامي في ليلة باردة من شدة الإنتظار المحموم برياح السفر.. ، أرى وجهك في فنجاني الذي شَق عليه أن يحـتفظ بسخونة القهوة ..، فيبكي معتذرا يطلـب المغفرة بإحتراق الصبر بداخله ..، تتسلل يداكِ تلامس وجهي و تمســح خطوط التجاعيد ..،و تحرك عروق تبلطت عمرا من سنوات عجاف ..، أهيم على وجهي أقلب خرائط المدن لأقرأ ذاكرة الأرواح عبر نوافذ الأمل الكاذبة.. ، أسلط سيف التحقيق في مخابر التفتيش عن بقايا عطرك المنثور ..، أمسح وجه الأرض برموش عيني التي كنست طرقات مدينتك البعيدة ..، و أصمت في حكمة المتناثر كأوراق الخريف ..، ألملم من عطر البوح صورا لوجهـك الذي يرشقه الموج بنسمات اللقاء ..، أمني نفسي بنضارة الحلم المسافر في دنيا التبلد في حقيقة الموت ..، تستعير المنية مني نبض الحياة بإستعارة أبدية ..، يشق علي حمل الحلم الذي يُلهب كوامن الطاقة التي رتبتها كقطع القماش القديم ..، أحن للعناق في خبل المشاهدة بتغير الأدوار.. ، أصرخ في وجه الحقيقة التي جَلدتني بلا عطف الندي على أوراق الزهر ..، أنكر الأبجدية الفقيرة التي لا تتسع حروفها إلا لما كتبه الشعراء المزيفون في ليلة مخمورة بنشوة الجسد ..، أعاقب نفسي حرمانا من الإختباء وراء ألوان الأظافر ووجوه السيدات ..، و أنكر على بائعات العطور المسروقة من دكاكين القرية المستعمرة بالنسيان ..، أحك جلدي الذي أوعز إليه النوم بالإستلقاء ..، أنكر كل الصور ..، إلا صورة واحدة ........ هي صورة أمي التي تشبهك.. فأراك في الحلم و قد أتيت في ثوبك الأبيض .. فأنام مبتسما ، ليسرقني ضوء الشمس من أنس اللقاء
لقد إشتقت إليكـ كثيرا يا زهرة العمر المطأطــأ
......( سقطت دمعة خلسة من وراء ستار الخشونة المزيف ))
للهم أغفر لها و أدخلها الفردوس وأرحم أبي
رحمة الشهداء ـ وبارك في عمري أمي العطر الذي بقي لي ....

هناك تعليقان (2):

  1. رحمهما الله رحمة واسعة


    **
    مشاعر ذكرتنا بالحياة..
    آباؤنا وأمهاتنا ما يزالون أحياء في دواخلنا

    شكرا استاذ حكيم
    كلماتك ذكرى



    المها راجح

    ردحذف
  2. عصفورة الشجن ----سارة ---23 أكتوبر 2011 في 2:05 م

    صفير الذاكرة الموجع ---------------------------
    يجعل القطارات تهدر في ممرات دمي
    وانينها يتدفق في انفاق االشرايين –
    -----وجع بطعم اشواك الصبار
    -اغلف هذا الاسم --زينب---بهدب العين الماطرة
    واتذكر اني كتبتُ ذات حزن :
    حين اموت لا تحفروا اسمي على شاهدة قبري فقط انقشوا بلون البنفسج ---- شتلة قرنفل ---واكتبوا فوق تويجاتها هنا ترقد امراة عشقت نقطة حبر بحجم حلم
    ----مساؤك بركان مودة صديقي الغالي -

    ردحذف