الجمعة، 28 أكتوبر 2011

القصــة التي لم تنشــر ..

اللـــيل يــوغل في الصمت ..، يتدحرج كصخـرة كؤود ..، يلتهم عقارب الساعة.. ، والسماء مغيمة بسحب الصيف تشـق الفضــاء بصهيـــل البــرق..، و تــرتعــد الأرض شوقا للإرتواء .. ، والناس في سباتهم يغلقــون آخــر ستائـــر الجفون المكتحلة بالتعب ..، وزفــــرات الشهيق و الزفيـــر تتسلـــل من بين شقوق الأبــواب و النـوافذ ..، لتشكل نوتات اللحن الغريب..، و الحركة تكــاد تصمت بالمــوت المؤقت قبـــل طلوع الشمس ..، و زخات المطـــر تعزف لحنا نقيا على زجاج النوافذ .
من هناك ضــوء بعيد ..، يتسلل من بين الستائـــر البيضاء.. ، يتعــدى حـــدودها بدون جواز سفر ..، و يكشف للساهرين الذين شربوا عصير التفاح.. ،أن هناك شيء من البــوح يتســلل مـن بين العتــمة ..، تترصده الأعين و هــي ترتشف فنجان القهوة ..، و تتلمس روحها شغاف القلوب التي سكنتها مـواجع الحروف في ليالي العد من العمر المتبقي من بين ثنايا الأمل ..
جلس .. أمــسك بأخــر نفــس منــه يغالب النعــاس ..، فـرك لحاف العين يترجاها بأن تمكنه من كتابة قصته التي لم ينشرها بعد ..، وقفا طويلا يستحضر الذاكرة التي أتعبها السفر.. ، مد يــده للفنجــان ، رفـــعه.. ، يااااه .. هكذا تسللت شهقة وزفرة خفيفة من بين دروب المخارج ..، و قــال متمتمــا .. رشفــة أخيــــرة و فــي منتصف الليل ..؟
تذكــــر أنه مكث الساعــات الطوال يرتحل من بين مســافات الذهــــاب و الإياب داخـــل غـــرفته الصغيـــرة ...، يدنـدن بمقاطع من قصيدته التي أوجعها المخاض ..، وصعبت عليه ولادتها ..، هـمس لنفســه و بضحكــة تعلن صوت القـــهقـهة .( إنـها تحتاج لعملية قيصرية ..هههه
أمسك بالهاتـــف ..، نظــــر إليه مــليا .. ، ضغـــط على مفتــاح قائمة الأسماء ..، إنتظـر ..، و فــي إنتظاره ظهر ت من بين شفاه الليل مبتسمة..، رآها من هناك تغدوا كالحلم .
حــــاول أن يمســـك بأول الخيـــط ، .. لم يفق إلا و الشمس قد غسلت جدران غرفـــتــه من وجـــــــع الليـــــــــل و طـــــــول سهــــــــر ..

هناك 5 تعليقات:

  1. عصفورة الشجن ----سارة ---28 أكتوبر 2011 في 7:37 ص

    انها القهوة عند خيمة القمر ان اتت بعد منتصف الليل نعلم ان الشمس تأتي ولا موعد محدد لها ---تشرق كلما اتى -----------------

    ردحذف
  2. اميرة الياسمين28 أكتوبر 2011 في 7:39 ص

    هي قصة الوجع من بوح القلوب ......وهو العاشق الباحث بين ثناياه حبا اكيد ...... يسال الحلم الامل البعيد .......... لعشق يناشده غافل عنه لايعرف التاكيد ..... يناديها باحساسه الا من مجيب ..... يرجوها بغيابها لقلبه الغرام السعيد ....... الغالي عبد الحكيم حروف انيقةلروعة الصور والاحساس ....... كلما قرات لك زدت سعادة بروحك الخلاقة وزدت ثقافة واستزيد ............

    ردحذف
  3. مساء الخيرات :
    الأستاذة المحترمة : ســارة النجار
    يا لجمال تلك القهوة ، وهي تهب للروح عمرا أخرا ، يسترسل الجمال كالشمس ليعانق الستائر المحشوة بالأمل
    شكرا لهذه الزيارة الراقية جدا أستاذتنا الغالية .

    ردحذف
  4. الأستاذة : الفاضلة .. أميرة الياسمين
    نعم أنها قصة الوجع ، هي بوح منتصف الليل وبعده ، عندما يمسك بالحلم ليؤرق الشهقات المتثاقلة من جراء الإنتظار ، زيارتك الكريمة نقاء يلعمنا كيف نصنع الآمل بين الدروب الوعرة .. سلم لك القلم يا أميرة

    ردحذف
  5. ورآها من هناك تغدو كحلم ..وانهمرت القصيدة كهتان المطر ..
    منها ابتدت الكتابة واختتم اليوم
    استاذ عبدالحكيم ..
    حرف من حرير
    دام الألق


    المها راجح

    ردحذف