الجمعة، 28 أكتوبر 2011

... سَـرق من عُمري الإرهاب سَنوات عندما إجْتاحت الجزائر إنتفاضة 5 أكتوبر عام 1988 ، وما أفرزت عنه من تحولات قلنا عنها ذات يوم بأنها ديمقراطية ...؟، ودَخلنا في متاهة ونـــحن شباب يافع في العشرينات ، وأغُتصبت هذه الإنتفاضـــة ..؟، وجَــثم الإرهاب عـــلى صُـــدورنا عُشـرية كاملة رَأينا فيها كل الأسَاليب المُتوحِشة والمُستوحِشة فَـــرسمت لنا بُــعبُـــعًا ضَخْــــــماً ، تَحالف فيه المَال والسُلطة والإجْـــرام والفَـتوى ، فَغرقنا فــي يَـــم أخـــر مِن اللأوعي ، وأضْـــحت يَـــومياتنا كَمسْرحية ( شَاهد ما شَافش حَاجة .؟ )
لستُ بحاجـــة لأن أكتبَ مــــقالاً سياسيًا ، لكن َرأيتُ نفسي اليُوم بَعد هذا المَساء الذي عَانــــقت فيها ثُورة الكَرامَة التي رَفعناها شعاراً ( لصالون الإنسان ) من شارَع بُورقيبة بتونسُ الخضراء ، إلى مَيدانُ التحريِرُ بمصُر العُروبة ُ ، أننا أمَام خَطر داهم وخطير يَنخرُ الوَعي ، ويُفكـــك أواصِر وعُــرى الـــرَأي ، ويَجعل مِن هذا الفضاء الذي ننعَم به من تَواصل بَين الأجْــيال والأفرْاد و بُعد الأمْكنة ، وإخْتلاف الأزِمنة أننا أمام نَفق مُظلم ..؟، و إغتِصاب للكرَامة الإنسَانية ..؟ ، كَمَا أغْتصَب الحُكــــام الفَراعِنة الذين لفَظهم التاريخ ورمَاهم خَـــارج الدِيار ليكونُـــوا عِبرةُ لمن ظلوا بفعل ( الأسَـــدةُ والأكْسَــــدة ) فِـي الكيمياء على الشُعوب المُستضعَفــة فأذاقــوها الجُـــوع و بنقص مِن الأمَوال والثمَرات والأنْـــفس فِي سُجون المُـــوت البَطـــيء.
جَلست أمَام هذه النافِـــذة ....، ورَسمـــت بِـــوجعي يَوميات مُثقلة من التواصُـــل بَين الأفـــرادِ والجَماعات التي تَتلـــونُ كالسَاسَة فِي السِياسَة يَـبيعون عُهر النِفــــاق فِـي سُـــوق النَخاسة ..؟، ورَأيت الخَطـــر الدَاهم يَجُــرهم نَحو سَاحات مِن العُـبودية المَقيتةُ ...؟ ، و التـلصُص، والإغْـتِصاب لعَالم الأرْواح الذي أوجَده الأخَـر( الغَرب ) ليكونَ لنا مُتنفسًا نُـلقي بِهمومنا ويَومياتنا التي تكادُ تـَنهار من واقع مُزري نَعيشهُ بفعـل لصُوصُية خَارجة عن قَانون يُمجِد و يَحترِم إنِسانيةُ الإنسَان .
قََـلقُ لِحَد التُخمة التِي تُفرزُها دِيــدان المَزابِل والرُعونة وهي تَـشقُ طَريقها نحَو الشُرفَاء ، والأصْفياء ، بِفعل مُخل بالحَياء ( كدَعارة الإسْتعـذار ..؟ ) ، و سُــوقية الــــرَسائل ، و إبْتزازَية الحَشر التي يَستعملها مَن يَرسم للحَرف بَيــــان و يُحاول أن يَنظم في زُمرة المُثقفين ودُعاة الإنْسانية ...؟، وهو يَسْتغل أَرذلُ وأبْشع الطُــرق والسَفالة والنَـــذالة بإكْــراه الآخَر على تقَبله بشتى أنَواع التَسول والعُهر اللفَظي ..؟ ، مَزاحًا مرة ، ومُعتذرًا أخرى ، مُتوعدًا ، ومُتواطئًا ، ومُستغــلا فَضاء نَقـــي كأشباه المُتدينين الذين يَرون أن الرُقية بَديلا عن الطِب فــي عِلاج الأمْراضُ ( فقد قِيل لرَجل صَالح ، أن عُمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يُرقي بالفَاتحة ... ، فقال لهم نَعـــم كان عُمر والفَاتحةُ، لكن اليوَم للأسَف ..؟ ( بَقيتُ الفاتِحةُ ومَــات عُمر ؟ فَأتوني بِعُمر لتَكـــون الفاتِحـــة طُهـــرا لتلك النُفـوس المَريضةُ ؟ ) .
كذلكَ اليَوم هُناك من يَتشدق بالإنْسَانيةُ ، والكرامَة ، وصَــون العِرض وحِفظُ الشَرف ، وهو يُمارسُ طقوسُ الإغْتصاب بِأبشَع صُور العُهر التُرابي فِي ثَوبُ المُثقف ...؟ ومُحاولاته الــــدَائمة والمُستمِيتةُ من الإلتِصَاق بالعـِفة وهو يَعلـــم أنه نـــجِسُ لم يَغتسل مِن روحُ الذكـــورَة المَقيتـــةُ ، و يُمـــارسُ كل أنــــوَاع الإغْتصاب الذي لا يُعاقب عَليه القانُـــون ...؟، وهـــو إغْتصاب الأزواُج لِزوجَاتهم بفعل الجُبناء ...؟، وقد نَامُوا فِي أحْضانِ غيِر شَريفةُ ، زُلت أقْدامهمُ بْفعل الجُزء الأسْفل مِنه في لحــــظةُ مُعانقة الرَذيلةٌ ... ، ومُصاحبةُ القذارَة ...، لا يَدرى أنَه يَستحِم بالخِيانَة صَابونًا نـتِنًا في يوم الصَلاة الجَامعة ...، يُعلن الـــوَلاء للذل والإنكِسار تاركاً العِزة والفَضل والخُلق هُناك يَرسُم للوجَع مَنابرا مِن نُور تَتطهَربفَضل وجُودها مِساحات مِن جَوامِع الـرُوح والرُقي والإنسَانية ٌ.... ؟
لقد جَالت رُوحي ... ، وحَملتْني هذه العَواصف ِردحًا مِن زَمــن ..، وهي تُشـتِـتُـني بَين مِساحَات الـــوَجع... ، لأقـَــف عِنــد مَقولة دُكتـــورة تُـــراعي الجَسد و النَفـس من بَلد اليَاسَمين ،عِندما قَالت لي يُوما ( لا تَكن عبدًا لِنفسك ، وكُن حرًا تُمارس الطُفولةَ بالعِزة والصِدق والرُجولة والكِبريَاء )
تَوقفت عِندَ هذه الجُملة كثيرا ً، وأنا أقـلب صَفحات الليل الذي لم تَنطوي صَفحاته ..، ففِي لحظة هُدوء صَاحبه غَرق وغَـوصُ عَمِيق في بَحر من الألمُ ...، رَأيت رُوحي تَهرُب مِني كَشوكـة عَلقت بِقطعة من صُوف تُريد الخَلاص في طَريق ، وبأي ثمَن ..؟ ، وتَمنتْ لو كانت كـشَعرة فِي عَجينَة ترْحم وجَعي وألمِي الذي يَسكنني مُنذ قُرابة أرْبعينَ عامًا مِن الفِطام .....؟
أيَها المَــارون من بين الكلمَات لا تسْتعِبدوا أنْفسَكم ...؟، ولا تغْـتصِبوا أرَواح غَـيرِكم ، وكُونوا تباشير عفة وطُهر ونَقـاء بِفعل الإنْسانية الحَقة ُ،وأنتم هُنا ترسُمون بالحَـــرف بَيان الـــوَاعين بالفِكر المُتراكم ...
لقَد أغْتصِبتْ الأجْساد بِفعل سَوط الإكْراه مِن عَبدة الأصْنام و شَياطين الإنَس بالنَميمة والوِشاية في زنــزانات الفَـــراعنةُ ،و القِوامَة الذُكورِيةُ بين الأزْواجُ ، وتَقـــــاليدُ القَبيلـــةُ و أحْــكامِها العُرفِيةُ ، و خَواء أشْباه الِرجال ، وأشبَاه المُثقفـون الذين يَرون المَرأة جَسد نَاعِم على سَـــرير الإغْتصــاب ، فـَيقزمُونها فِي قَصيدة غَـــزل ، وشَهد قُـبل ، ودَمـــع بَصل تَذرفها عَين زَائِغة وقلب أعْمي ولا بَصيرة ولا صِدقُ نَظر.
إرفَعوا أيْديكمُ عَن أرْواحِ رَاقية ، تَرسُم مَعكم بالوَعي مِساحـة صِدق في مَدينَة الحرَف بِروح إنْسَان ....( إنها أرواح طاهــــرة فزينوها بالصدق والرضا والحب والإحترام وجميل الصداقة ..)

السبت / 12فبراير 2011 الساعة الواحدة ليلا ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق