الجمعة، 28 أكتوبر 2011

روح المســـــاء .


هذا المَساء يَحملني على أعناق حروف مقبوضة في فضاءات مُتعبة ..، مُمزقة الأشياء من حولي..، تَتساقط من علوها الشاهق في قلب الغوص العميق ..، روحي منطوية على نفسي في ليلة الشتاء البارد ..، تَقف من بين زوايا غرفتي المتواضعة..، يَنسكب قدح الآه على أفرشة العُمر المتقلص من يوميات اللأعودة ..، يَسكنني الحُلم..، أقف بين نقاط الحروف اللأمتناهية ..، يُغالبني السهر ولا أنام إلا وأنا منكمش في عَتمة السَراب...، يُعيدني الزمن إلى بِدايات اللحظة المُوشحة بجمال اللقاء ..، تَترائي لي مُدن الغَيم من بعيد ..، تَنزل زَخات المطر مَمزوجة بالسواد..،و تُكتب على مِساحة الرُوح عِبارات غير مَفهومة..، ما أصعَب المَخاضُ في لحظة التوقف ..، ما أوجَع مَسامير الحياة الممسكة بتلابيب العمر المُتمرغ على هَضبة الإنِحدار..،ما أصَعب الغُروب في مَطلع الشَمس ..، ما أسَعدني بالدِماء وهي تُعانق الحُرية ..، غَريبة هي المَحطات التي تَتغير بَين يُومِيات الثَورة ..؟
عِندما أجْلس من وراء هذه النافذة الصغيرة ، يَمرشريط الذكريات مُحملا بأقسى لفحات السَوط..، تُكابدي غُربة المْهجر..، أنَظر إلى هُناك مُتيمًا بِالبعد ..، أحَاول عَبثا أن أصَنع عَالما خَاص ..، أعِيشُ اللحظةٌ عَبر فُرصِ اللِقَاء بالصُدفَة ..، أرسُم خُطوط العَرض والطُول بِوجَع الصَبر ..، أرسُم أمَلا لا أراهُ بين دُنيا الوَاقع ..، فَيزيُدني الحَرفُ لفْحةً من لفَحات النَار المُتقِدة بِداخلي ..، تَسكنني المُنغصَات فِي مِساحَات تَتَجزأ بفِعل الأخَر ...، يَرحُل الوَطن في دَرجات مُتكسِرة ...، يُعانِقه ألمُ التَفِرقة ، ويَقطعُ أوصَاله الرَقصٌ على أجْسادِ المَوتى ...
أُغمِضُ عَينْي ..، أمُسِك بالنَاصِية ..، أُحَاولُ أن أضْغَط بِقَدر القُوة التُي تُسكِنُ هَذا الجِسم الهَزيلُ ..، مَربُوع القَدِ ..، بِخيوطُ فِضيُة غَزتْ هَذا السَوادُ ..، أَمسَح بِحَركاتِ اليَد الحَانِيةٌ على خَصلاتِ الليَل المُتعاقِب ..، وأمْتَدُ طَويلا عَلى فِراشِ اللحْظَة ..، أغُوصُ دُون رَجعَة فِي مَتاهَات السُؤال .؟
ومَاذا بَعْدٌ .. ؟
أُريدُ أن أصْرخٌ ..، حَتى تََتقطع أحْبَالي الصَوتيةُ ..، فَأنْزِل فِي قَاعِ البَحْر... ، وأَبْحثَ عن حُورِية الرُوح التي هَاجَرت مِسَاحَاتي المُظلِمةٌ فِي دُنيا الشَتَات ...
تُشَتِتُنِي العِبَارات ...، و تَغْسِلُني العَبَراتْ..، ويَغلِبُني الظَنٌ بِأنِي المُتيَمُ بالوَجعْ .؟
حُروفُ مَسْلولَةٌ على ِرقَاب اللحْظة التي تُسَافِر مِن عُمري دُون عَودَةٌ ..، وأَثقال التَعبِ مُعلقةٌ بِحِبال تَشُدنِي نَحو الطِينٌ ..، وأرْواحٌ تُعانِقنيِ فِي يُومِيات الحَرف المُنسكِب من زُجاجَة العِطرُ البَاِريسي ...
عِطْري بَاِريسي.. ، وأنَاقَتي إيِطَالية ..، وحَرفِي من مَدرسة جُبران ومَحْمودٌ دَروِيش ووجَعِي من لافِتاتْ أحَمد مَطر ..، وأُنسِي بِأرْواحِ تُعانِقُني المَساء ..، وحُبي سَرقَهُ الزَمَن فِي لحْظةِ الوِلادَةٌ .. ورُوحِي قَائِمَة فِي مِحْرابِ الصَمتُ لا تُكلِمني ولا تَنامٌ .....
( الخميس /03/02/2011 الساعة الثالثة مساءا ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق