الخميس، 27 أكتوبر 2011

يوميات على حافــة العمــر ..

-*/ حديث الروح ( يوميات على حافة العمر )
.
جلست مع نفسي ...، و وقفت معها طويلا ، و أعـدت شـريط العمر القصير ، وسألتها عدة أسئلة حاصرتني بين دفتي اللحظة التي زارني فيها طيف الحلم .
وقلت : ترى ؟
ماذا أريد ؟
أو بالأحرى عــما أبحث ..؟ بيــن سطور أخطها مــنـذ أن داعبت روحي أبجديات الحرف وحملت أصابعي القلم و كتبـت أول تعليق في جريدة وطنية عام 1992( أيام الجامعة) فكــان عنوانه ( عن أي فن تتحدثون ؟) كانت فرحتي شديدة بوجود إسمي بين تلك الأسماء الكبيرة ، وأحتضنت تلك الجريدة ومافارقتني طوال تلك الأيام ، ومرت الأيام وكان الإصرار وكانــت الحروف ترافقني في أشداللحظات وأصعبها ، كانت مزيجا من تناغم ترسم نوتات اللحن الفريد ، كانت تتجمل للقــــاء الذي أسهر معه إلى غاية الفجر ، كان عمودي الأسبوعي ( مفتاح السعادة ) الذي أنقش فيه تقاسيم الأفكار فتغوص في طيات المجتمع ومشاغله التي لا تنتهي ( كالطفــولة ، والأســــرة ، والزواج ، والحبيبة ، العمل ، و تيارات اللحظــة المتــجددة من فوضى المشاعر ، ...) ،وكان بعده العمود الأسبوعى الثاني السياسي ( خلف الستار ) الذي يوخز الصورة التي ترسمها أرانب السياسة و المســرح الكبيــر فكان ( الثالوث المقدس ،ماذا لو مات الرئيس، اللئام على موائد الوئام ، ......)، وغيـرها من متفرقات المواضيع ، فبكت القصيــدة شجـنا ، و سكب التعليق دمعا ، و رقصت الفكرة وترا ، وتناطحت الذوات ردحا ، وتعالت الأصوات صدقا ونكرا ، وأنجزت موقعا إلكتــرونيا للمؤسسة التي أزاول فيها عملي التقني والإداري كــرئيس مصلحة فجسدت فــيه البصمة شعارا ( متعة البحث ورسالية العطاءوتراكمية الوعي أن تنجز عملا لم ينجزه قبلك أحد ، ولم يفكر فيه قبلك أحدا ، ولم يتخيله قبــلك أحد ) فكان الأول والمميز ، ومرت صور الإنسان بين صــاحب الظــل الطويل ، والبحــــر ،و الأبيض والأسود ، وصاحب الريشة ، واستقــرت عند مـــدونة الإنسان ، وصالون شرفة الأرواح في الفيس بـــوك .(عــمرا من أواخر الثلاثين )،
وسألتني روحي : وماذا بعد ؟
عرفت في هذا العمر القصير الكثير من الشخصيات الوطنية ، والحزبية ، وأساتذة ، وإطارات ، و رجــال الإعــلام ، وقـــراء ، وأصدقاء ، وأحـــبة ، تعــلمت مــنهم معني النصيحة ، و حق الإستماع ، وإلزامية النهوض و الإستمرارية بعد كل سقوط أو عثــرة مــن جـــراء التدافع .، هي هكذا الحياة عجلة فيها كل المتناقضات والمترادفات كما كتبت لي يوما أستاذتي ( اللغة العربية ) في الثانوية في كراس الإهداء ، منذ عشرون عاما .
قــد يتســـأل القارئ ؟
هل أنت بصدد كتابة يومياتك المبعثرة علــى مراحل اللحظة الفانية ؟
أقــول : ليـس بهذا المفهوم السردي الذي تكتب به مذكرات شاهد على العصر ، أو يوميات مجاهد ، أو رحلة سفيــر ، أو قـــصص من واقــع الحياة .... ، أنما هــي لحظــة من وقـــفة أجبرتني فيها روحي على التوقف للسؤال والتساؤل .؟ كما يحدث لكل إنسان تستوقفه فيه الرغبة الجامحة للاستطلاع
على لحظة الغد ؟.
وكررت روحي السؤال ؟ ماذا تريد ؟
فقلت معللا :
قالت لي أحدي الفضليات المغتربات :
أنت تضيع وقتك ومجهودك هنا ؟
أعد ترتيب بيتك من جديد ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق