الجمعة، 28 أكتوبر 2011

ريشـــة القــدر ( الحلقة 3)


الإهــــداء : إلى المـرأة التي سكنها الوجـع ..
( قالت له : أيها الطين .؟ إستعجلتُ الرحِيل .؟ فأعذرني ./
فقال لها : ( إنه الحمأ المسنون ، بالروح لا بالجسد يكون الإنسان .)
إنتظري .. ليتك تصنعين لي من خبز التريث عناق الإقتبال بأبدية الروح .
جَلسَتُ عَلى كُرسِي الشَوق أنْتَظرها..، أُمسك بلحاف الشوق أَجره إلي ..، أُســـرع الخطوات لأسابق نسمة الوجع..، تَأسرني لحظة الرجاء في عمر الزمن..، أَعقد عـزم البطولات بأن أفتح كل المدائن البيضاء التي تسكنها هناك ..، أَتوسد الوسائد المحشوة بالثلج عناقا أبديا.. ، أُمسك بأصابع الريح ليحملني إليها ..، أَنْسكب كقطرات من فنجان شامي على شفاه جردها الحنين ..، أرقص تحت غيمات المطر في كل الأمـــاكن التي تلفحني فيها شمس القدوم..، أمسك بالقوة التي يمحني إياها القــدر لأتعلم الــرقص معها على سمفونيــة البجـــع..، يسكنني الصمــت الرهيب عنــدما أمسك بملامحها الملائكية..، أغــوص فــي ملكوت التوحــد و أنا أغزل لها ضفائر الإقتبال والإحتضان ..، يهدهدني قلبي رجف البن بون ..، و تشرئب عينــاي نحـــو ضوءها المتسلل من بين ثنايا الشوق..، أرحل في حلمي الكبير..، و أتجدر في حـــبها الأكبر..، أتمتـم لها أحرف القصيدة الموجوعة بالشفق ..، و أنسحب من بين الحضور خلفا للوحدة هناك... ، أراها من بين الجمــوع تهــدي بلسم الشفاء بالشفـاه..، و تغسل بقلبهــا كل الأدران ببـــوح الأمنيات ..، و تُسكن كل الأوجــاع بطيبة الإبتسامــة المتكسرة على طول الإمتداد ..، ترحل بعد العناء إلى هناك..، حيث الــوحشة المنفــردة..، و الدمعة المتحجرة من بين رموش الكحل..، تلهو ببراعم الآمال لتغني لهم قصيـــدة الحب... ، و تسمعهــم بصوتها الندي مساحة عشـق لا تنقبض فــي لحظات ااالآه ..، تتجـــول من بين مســـافات الذهــاب و الإياب..، تمتــد على أريكة النظــر نحو السماء..، يعانقها الشوق و تذكره بملامح المصارحة والتكشف ..، كأنها رأتــه منـذ زمن ..، ياااه يشدها الشوق بالعنف نحـو السنــوات الراكضــة .. ، كانت تلهــو كطفلة السكـــر بين ثنايا الحبــور.... ، و تمضــي بعيدا نحــو اللانهايات..، يمتــد بصرها من وراء الجفون المسدلة لتعانق طيفه ... ، كم تشتهيــه و هــو ينظر إليــها بعيون يسكنهــا الفراق والرغبة والحب..، تتلمس محياه ..، تقــف عند محطــات كل حاســة منه لتسمــع للشفاه أنيين البعـد..، ولأذنه نقاء الهمس والإستمــاع ..، و من عينيه تشعل شمعة الطفولة ..، ليته ( يأتي من بين ثنايا الفجر ذات يوم ) ..،
... مــن هناك ... تأتـــي فـــي ثوبها الأبيض الناصـع تسابق حرقة الأيام التي خلت على سفح النار..، تجري معلنة عن لحظة العناق الأبدي في رقصة الجنون ..، تهيم به لحد التوحد والذوبان ..، تسمعه من روحها باقة عطر جـــورية ..، و تتقــدم في عيـون القدر لتهدية قبلة الموت .
أفــاقت من بعد الحلــم تشتكي وجعه للأيـــام..، لا أحبــه حب الغواني..، ولا أعشقه عشق المتيمات بالدجــل .. ، و لا أأنس به كصورة الطيــن ..، و لا أتسلي بوجعــه في يوميـــــات الإنتظــــار.. ،
أحبـــه حب الأبديــة المطلقـــة و أسكنــه على مــر الروح بقبلة الموت والحياة .
قال لهــــــــــــا : أ..ح..ب..ك.

الإربعــاء الموافق / 06 أبريل 2011... / الساعة الثامنة ليلا 20.00

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق