الخميس، 27 أكتوبر 2011

سيـدة البحــر

عندما تبكي الدموع عودتها....
تمرعلى الإنسان قوافل من الصور..، فيرسم من بوحه حياة لها .. فيتحرك في مجالها ..، لكن مرات تجد الصورة لها حياة من بوحها له.. فتبعث فيه الحياة من جديد وترسم له معاني ينطلق فيها بوحه ..، يغرد في عالم يكتنفه الحب والجنون .. ، يجعل من الأنس مساحة للقاء .ووقفة للوفاء . ودمعة للبقاء ... ، هي هكذا جاءته على إستحياء تخاطبه بشفاه الأحرف..، تغزل الكلمات .. ،وتعزف أجمل الوتر ..، تحاكيه بدموع من أرواح الصور..، تهديه إبتسامات المساء..، هي هكذا دخلت من باب لا يعترف بالإنتظار ..، و لا يقبل بالإعتذار..، و لا يسأل عن أجندة المواعيد ..، ولا مسألة فيها نظر .
هي سيدة الحرفين ..، غردت على فنن..، بكت بدموع الندى على وتر الشجن ..، سافرت بالحرف من أجل عشقها الأبدي بلا وهن ..، كتبت قصائد القادمين والراحلين ..، وأسكنت الدمع المقل..، نظرت في المرآة تمعنت..، مسحت بالكف على الجفن..،حركت أصابعها غرستهما بين خصلات السواد الطويل كالليل إذا أسدل..، وسافرت كالصبح إذا أقبل..، ومالت كالموج إذا أدبر..، هامت في سربها..، باحت بسرها..، وسمت في عليائها كالنسرتجوب الأفاق..،رحلت كالنجم يبحث عن سر العشاق ..، قالت للقمر عند إكتماله أنظر إلي ..، فنظر.. ، هام بها ورحل ..،سكن قلبه الأمل..، شق فؤاده الصخر وأنهمر.. ،لحنا تغار منه عصافير الصباح
.
وقال :
قصيدتي أنت
فلا تسألي عني
إذا ما سافرت .
وخطت يمناي إسمك
على أوراقي المبعثرة
وتركت
قافيتي
وسكبت .
في كأس قصيدتي
كل الحروف
ونذرت .
صوما أبديا
وأقمت .
عزاءا لمدينتي وقلت
أحبك.
فأرحلي من قلبي
فقد
تعبت وأتعبت .
لو كان حبك في السياسة مجدا
لتسلقت .
لو كان حبك سلطانا في الحكم
لأنتخبت نفسي
وزورت .
لو كان حبك مال قارون
لصبرت على الطوى
ونلت .
لو كان حبك رسما حضاريا
لنقشت حروف هواك
ونصبت .
أهرام من حجارة الصبر
و صابرت .
وشيدت لك قصرا
من المرجان
وسكنت .
وجعلتك أميرة على قلبي
وسكبت .
فنجان من هواك
وأقسمت .
بأنك سيدة الحرفين
وأخرت .
كل هوى غير هواك
وسلمت .
مفاتيح مديني لك
ونمت .
فأرحلي من مدينتي
يا صورة كل الصور .
يا مهجتي في السفر .
يا دمعي وقت السحر .
فأرحلي فقد طال
سجني
بلا جرم
قضاءا
وقدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق